بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف
المرسلين
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
تلعب ثقافة المجتمع دورا هاما في عملية بناء صرحه التنموي، فكلما كانت
الثقافة السائدة فيه مليئة بتصورات إيجابية تشحذ الهمم و تنبذ التفرقة و تشجع على
التعاون و التضامن و الجد في العمل، كلما كان المردود الإنتاجي أحسن و كان مؤشر
الثقة بين مختلف مكونات المجتمع أكثر إيجابية. و باعتبار أنه لا يمكن لأي حضارة أن
تبني ثقافتها على أي نموذج مستورد أو منمط لا يعبر من خلاله الإنسان عن عمق ذاته و
خصوصيته من حيث هو فرد عضو في وسط معين تحكمه أعراف و تقاليد معينة، وجب إذن الإيمان بضرورة تقبل الخصوصية الفكرية لكل تكتل بشري على حدة، بل و إن ذلك يوجب
ضرورة إفراز كل مجتمع بشري لقواعد و أسس فكرية تحكمه و تحكم العلاقات بين أفراده.
في
المجتمع المغربي مثلا، تتضارب الأمثلة الشعبية لتصيغ الثقافة المغربية بخصوصياتها
المتعددة، غير أن هذا الثرات الشعبي يحمل في طياته مجموعة من الأفكار المسمومة
التي تنخر منظومة القيم داخل المجتمع المغربي، و لو بشكل غير مباشر، و لا يخفى على
أحد مدى تأثير الثقافة الشعبية في الذاكرة الجماعية للمجتمع و في سلوكياته، إذ
تكون محددة و بشكل كبير لعديد الظواهر الملاحظة فيه، سلبية كانت أو إيجابية. من
الأمثلة التي نستدل بها على ذلك، مجموعة من الأقوال الشعبية المعروفة في المغرب،
من قبيل: " خوك في الحرفة عدوك " ، " اللي عندو غير باب واحد الله
يسدو عليه " أو " اللي معلقة بلا ربي غير طيح " و كذلك " الوجه
المشروك ما كايتغسلش" و " اللي زربوا ماتوا " و غيرها الكثير، و
كلها لا تكرس إلا مجموعة من الممارسات و العادات السيئة التي تطبع عليها الإنسان
المغربي. فبالعودة إلى ذلك المثل الشعبي المعروف الذي يقول: " الوجه
المشروك ما كايتغسلش "، نرى مدى فظاعة
الفكرة التي يختزلها بين
كلماته، أي أن كل ما هو في ملكية فردين أو
أكثر لا تتم صيانته و لا المحافظة عليه، فيجرنا هذا إلى التفكير في حال مرافقنا و
فضاءاتنا العمومية التي لا تعكس سوى اللامبالاة و عدم المسؤولية تجاه كل ملكية
مشتركة بين العموم، فكل مجتمع ينطق لسان حكمته بمثل هذه التوجيهات لا يمكن أن
يستقيم سلوكه و تستقيم عاداته.
لنا
إذن، نحن معشر الشباب، أن نراجع مرجعياتنا و نصحح ما بها من مغالطات و شوائب، و أن
نحارب كل ما من شأنه أن يسيء لنا و لديننا، و إننا لنعتز بثراتنا و إرثنا
الشعبي الثقافي و نفتخر به، دون أن يمنعنا
ذلك من تقويم المعاني التي يحتويها و العمل على تجديده.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفمقال جميل أخ هشام كل التقدير و الاحترام
ردحذفمقالاتك كلها تنضح بكثير من الكلام جد الإجابي و العقلاني
جعله الله في ميزان حسناتك
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفأشكر للأخ هشام التفضل بكتابة هذه المقالة والتي بالرغم من قصرها فقد أصابت في العمق ما يعانيه مجتمعنا من ويلات جراء عدم الحفاظ على الملك العام وعدم الاجتهاد في صيانته. وهنا يحضر لي في الذهن حالة المراحيض في مسجد واويزغت والتي تشمئز النفوس عند الدخول اليها وذلك نتيجة للعقلية التي ترسخ فيها تطبيق المثل الشعبي الذي تفضلتم بمناقشته في المقالة أعلاه. فشخصيا احس بالمرارة كلما ولجت الى أي مرحاض (شرف الله قدركم) تابع لأي مركز تجاري أو ادارة عمومية أما اذا تعلق الأمر بإدارة خاصة اذ ذاك فلا مجال للمقارنة...
الشكر كله لكم أنتم من وفرتم لنا مساحة التعبير هذه لنشارك بها أفكارنا و نتشاطرها مع غيرنا، جزاكم الله خيرا
ردحذف