المبحث الأول : مساهمة
مجاهدي قبيلة آيت عطا نومالو في المواجهات التي تمت خارج ترابهم و علاقاتهم مع
الجيران إلي غاية سنة 1921 :
بمجرد احتلال منطقة الشاوية في سنة 1908 انتقل مجاهدو
آيت عطا نومالو ضمن حركات قبائل منطقة أزيلال لمواجهة قوات الاحتلال في بني مسكين،
ثم في سيدي صالح بأولاد إيلول يوم 23 يونيو 1910، و في تارماست يومي 14 و 15
أكتوبر 1912، وفي سيدي صالح بأولاد إيلول يوم 17 أبريل 1913، والعين الزرقاء
بأولاد عريف يوم 26 أبريل 1913، وسيدي علي بن ابراهيم بقبيلة بني عياط أيام
27-28-29 أبريل 1913، ومنطقة دير أزيلال يوم 26 نونبر 1916، و الزمايز خميس آيت
مصاض – آيت عتاب خلال الفترة من أكتوبر إلى دجنبر 1916.
وكانت قبيلة
آيت عطا نومالو من القبائل الأزيلالية التي هبت إلى دعم القبائل
الموجودة في شرق و شمال شرق المنطقة ، كما أوت الوافدة على المنطقة من آيت عطا
الصحراء إخوانهم على الخصوص. وفي مايلي نماذج من تلك المساهمة والعلاقة خلال الفترة
من سنة 1914 إلى سنة1921:
- خلال شهر
يناير 1914 عقد زعماء و أعيان قبيلة آيت عطا نومالو اجتماعا لهم قرروا خلاله دعم
سيدي علي أمهاوش في مواجهته لقوات الاحتلال. وفي شهر يونيو 1915 استقبلت قبيلة آيت
عطا نومالو و قبيلة آيت مصاض أسرا كثيرة من آيت عطا الصحراء يتراوح مجموع أفرادها
بين 20.000 و 30.000 نسمة كانت في حمايتها حركة يبلغ تعدادها 3000 رجل مسلحين
بأسلحة حديثة و ثقليدية. و تشير التقارير الفرنسية إلى أن تلك الأسر جاءت إلى
المنطقة على عادتها بحثا عن المرعى لماشيتها.
في شهر يوليوز1915 هبت حرمة من مجاهدي آيت عطا نومالو بقيادة الشيخ موحى
والحاج علي العطاوي لنجدة سكان أولاد عياد ببني موسى في مواجهتهم ضد
الفرنسيين.
و بالرغم من العداء الذي كانت تكنه هذه القبيلة لقوات الاحتلال فإنه لوحظ
اتصال بعض أعيانها بسلطان الاحتلال منذ أواخر سنة 1915 في كل من مراكش و قصبة
تادلة، و هذا ما أخذتها علية قبيلة آيت مصاض و بالأخص قبيلة آيت عتاب خلال اجتماع
انعقد بأربعاء مولاي عيسى بن ادريس يوم 15 شتنبر 1915، وكاد النزاع ان يؤدي
للمواجهة.
و في شهر ماي 1916 أمام التهديد الذي أصبحت منطقة أزيلال عرضة له من
لدن وات الاحتلال وضعت قبيلة آيت عطا نومالو جانبا الخلافات التي كانت قائمة بينها
وبين قبيلة آيت بوزيد، وقبلت سلطة حمو المعطي البوزيدي كشيخ أعلى للمنطقة عليهم.
وتتهم التقارير الفرنسية في مرحلة وصول القوات الفرنسية إلى قصبة بني ملال مجاهدي
آيت عطا نومالو بقتل 10 من أعيان بني ملال لاتهامهم بالمخابرة مع الفرنسيين.
في أوائل شهر يونيو 1916 قامت القبائل التي تجمعت أمام بني ملال وهي آيت
عطا نومالو وآيت بوزيد و آيت عتاب وبني عياط و آيت مازيغ و آيت إصحا وبني ملال
بانتخاب شيخها الأعلى موحى والحاج العطاوي. وتشير التقارير الفرنسية إلى إمكانية
إصباته في أقل من شهر واحد أي في معركة يوم 20 يونيو 1916، فتم تعويضه على رأس
المشيخة العليا لقبائل المنطقة بأخيه موحى والحسين نآيت الحاج علي. وكانت خسائر آيت
عطا نومالو هي الأكثر جسامة في هذه المعركة التي وقعت أمام بني ملال.
في سوق واويزغت وقعت مواجهة بين فقراء حنصالة في شهر شتنبر 1916 و بين آيت
سعيد ويشو خلفت 5 قتلى.
و في الوقت الذي كانت فيه قبائل آيت مصاض وآيت عتاب تستعد لمواجهة الفرقة
المتنقلة لمراكش القادمة من تنانت كان كل اهتمام آيت عطا نومالو متجها إلى مواجهة
الفرقة المتنقلة لتادلة.
و خلال شهر ماي 1917 اتخذت على مستوى قبيلة آيت عطا نومالو عدة قرارات
ولاسيما في الاجتماعات التي كانت تنعقد في أسواق هذه القبيلة ومنها قرار إرسال بعض
المجاهدين إلى آيت أوكديد اتخذ يوم 4 ماي 1917، وقرار تكوين حركة لمواجهة قوات
الاحتلال اتخذ يوم 13 ماي 1917، إلا أنه وقع التخلي يوم 22 ماي 1917 على كل
المشاريع المتفق عليها بسبب النزاعات التي طرأت بين آيت عطا نومالو وآيت سخمان حول
توزيع عملية حصاد الحبوب التي تركها الشيخ يخلف أوميمون اللاجئ إلى آيت عتاب على
سوقها وكانت كل الاجتماعات تحت إشراف الشيخ خاشون المازيغي.
وخلال شهر يونيو 1917 حلق سرب من الطائرات الفرنسية فوق تراب آيت عطا
نومالو. وفي يوم 20 يونيو بدأت المفاوضات من أجل إرجاع يخلف أوميمون إلى قبيلته.
وخلال الاجتماعات التي انعقدت في شهر يوليوز في واويزغت تقرر تكوين حركة
لمهاجمة قوات الاحتلال إلا أن قبيلة آيت عطا نومالو رهنت مشاركتها في هذه الحركة
بحل العديد من المشاكل مع جيرانهم آيت سخمان و آيت بوزيد، و داخل قبيلة آيت عطا
نومالو نفسها بين مشيخة آيت شريبو و مشيخة آيت سعيد ويشو. و خلال هذا الشهر دخل
شيخ آيت عطا نومالو موحى وبوعزة في صراع مع فريق من إخوانه الذين صرحوا، لإبداء
معارضتهم له، بانهم لن يشاركوا في حركة المقررة إلا في الحالة التي يكون الهدف
منها دفاعيا، ومع ذلك فقد أرسلت قبيلة آيت عطا نومالو فرقا لها إلى التجمع الذي
انعقد خلال شهر شتنبر 1917 في بين الويدان.
وخلال شهر نونبر 1917، عرفت قبيلة آيت عطا نومالو بعض الاضطرابات بسبب
التنافر الحاصل بين أنصار موحى وسعيد الويراوي وبين معارضي سياسته. ونتيجة لذلك لم
يشارك سوى عدد قليل من مجاهدي آيت عطا نومالو في تجمع إغرم العلام. كما أن هذه
الاضطرابات أدت يومي 9 و 10 نونبر 1917 إلى تكسير سوق الجمعة في واويزغت. وفي
نهاية شهر نونبر 1917 شرع آيت عطا نومالو في المفاوضات من أجل فترات هدنة مع رجال
بني ملال وذلك بواسطة يخلف أوميمون.
وفي يوم 16 دجنبر 1917 توجه يخلف أوميمون إلى حاكم مكتب أزيلال لمحاولة إبرام
فترة هدنة مع آيت عطا نومالو. وقد طلب منه الحاكم المذكور بأن يتوجه بطلبه إلى
رئيس مكتب بني ملال. وخلال نفس الشهر واصل آيت وانير و آيت عطا الدير مفاوضاتهم مع
سلطات الاحتلال في بني ملال.
و خلال شهر مارس 1918 أعلن مجاهدو آيت عطا نومالو في سوق الجمعة بواويزغت
عن ضرورة شراء الأسلحة و الذخيرة، وفي 30 مارس 1918 وقعت مشاجرة خطيرة بين آيت عطا
نومالو و آي إصحا. وقد توجهت جماعة آيت عطا نومالو يوم 7 أبريل عند آيت إصحا
لتسوية هذا النزاع.
و جاء في الجريدة الرسمية الصادرة يوم 20 ماي 1918 بأن سيدي محا الحنصالي
يواصل حملته ضد الفرنسيين في منطقة واويزغت و بالأخص عند آيت عطا الصحراء
المتواجدين كرحل بوادي أحنصال.
وعرفت واويزغت خلال شهر ماي 1918 سلسلة من الاجتماعات تمت في اثنين منها
عقدا يومي 6 و 17 ماي 1918 في شأن قراءة رسائل لكل من سيدي محا الحنصالي و موحى
وسعيد الويراري، و خصص ثالث انعقد يوم 22 ماي 1918 لتعين الأعيان الذين سيرافقونه
إلى زاوية أحنصال. وفي نهاية شهر ماي 1918 وقع نزاع بين آيت عطا نومالو ( آيت
شعيب) و آيت مازيغ.
و بتاريخ 31 ماي 1918 تم انتخاب زايد أولحاج شيخا على قبيلة آيت عطا
نومالو، مع احتفاظ موحى أوبوعزة مؤقتا بمهام الشيخ الفوقاني. وخلال شهر يونيو
1918 واستجابة للنداءات المتكررة من ثوار آيت ويزكان بآيت عتاب أرسلت قبيلة آيت
عطا نومالو تعزيزات إلى هؤلاء الثوار.
المصدر: كتاب مقاومة سكان إقليم أزيلال
للاحتلال الفرنسي في مرحلة غزو المغرب ما بين سنوات 1012م - 1933م -- الجزء الثاني لمؤلفه المرحوم الأستاذ عيسى العربي.
يتبع
إرسال تعليق