قبيلة آيت عطا نومالو في مواجهة الأزمات الداخلية و هاجس إقتراب المستعمر من النقود الترابي للقبيلة - الحلقة 3




و في 30 غشت 1918 اجتمع مندوبو قبائل آيت عطا نومالو و آيت سخمان و آيت مازيغ و آيت أوكوديد في واويزغت بحضور سيدي الحسين أوتامكة و احماد ولد امحضار، و مثل موحى وسعيد الويراري في هذا الاجتماع أربعة أعيان من آيت ويرا قاموا بتلاوة رسالة من موحى وسعيد تعطي تفاصيل عن المعلومات التي يتوفر عليها حول المعارك الأخيرة في تافيلالت وتدعو المنطقة إلى الوحدة و الكفاح. كما يعرض عليها المساعدة بفرقه. وقد وعد ممثلو القبائل المشاركون في هذا الاجتماع بجمع الحركة بعد العيد، و تنفيذا لهذا الالتزام وجه سيدي الحسين أوتامكة الدعوة بجمع فرق القبائل في واويزغت.


وفي 22 شتنبر 1918 لم تبد القبائل التحمس المتوقع للمشاركة في تلك الحركة، فسعى سيدي الحسين أوتامكة إلى دعوتها فقط إلى إرسال مندوبين عنها إلى واويزغت للمشاركة في الاجتما الذي سينعقد يوم 24 شتنبر 1918 لمناقشة التدابير التي يتعين اتخادها، كما طلب من شيخ آيت بوزيد حمو أومريم بأن يأتي بفرقة من مجاهدي قبيلته. وبالرغم من أن الاجتماع المقرر لم ينعقد فإن سيدي الحسين أوتامكة واصل عمله لتوحيد القبائل غير الخاضعة وهي آيت إصحا و آيت سخمان و آيت عطا نومالو، و ساند ترشيح علي وموحى العطاوي لمنصب الشيخ الأعلى على القبائل الثلاثة. و حوالي 25 شتنبر 1918 تعرضت قافلة لآيت ويرا للنهب من طرف آيت سخمان رغم تدخل آيت عطا نومالو، فتوقفت الهدنة بين القبيلتين، و تم إلغاء انتخاب الشيخ الفوقاني، إلا أن آيت إصحا رفضوا التحكيم في النزاع. و قد ظل آيت عطا نومالو أوفياء لمرشحهم علي وموحى العطاوي ولم يشاركوا في انتخاب موحى وموح نيمراس.
و في يوم 6 دجنبر 1918 اجتمع مندوبو القبائل في واويزغت و قرروا بأن يقدموا الذبيحة لسيدي الحسين أوتامكة و سيدي محا الحنصالي من أجل التوقيف و التصالح بينهما. و خلال الفترة من 12 إلى 15 دجنبر1918 عبر سيدي الحسين أوتامكة قبيلة آيت عطا نومالو، و قرأ الرسائل التي توصل بها من آيت بوكماز غير الخاضعين و من شريف تافيلالت و من الثائر تفروين و التي تطلب فرقا للجهاد و تحض على مقاومة الفرنسيين. ولكن أي قرار لم يتخذ بسبب قرب موسم الحرث  وعيد المولد النبوي  الشريف. و شارك مندوبون عن قبيلة آيت عطا نومالو في جميع الاجتماعات التي انعقدت عند آيت بوزيد خلال شهر دجنبر 1918 من أجل انتخاب الشيخ الفوقاني و كذا في الاجتماعين اللذين انعقدا على التوالي يومي 27 دجنبر 1918 و 3 يناير 1919 في واويزغت لنفس الغاية و في النهاية رفض آيت عطا نومالو الاعتراف بسلطة موحى وموح نيمراس و في نهاية الاجتماعين اللذين انعقدا يومي 28 و 31 يناير 1919 في جمعة واويزغت قرر مندوبو آيت عطا نومالو عدم ارسال فرق عنهم إلى حركة آيت بوكماز.
وفي يوم 14 فبراير 1919 انعقد اجتماع جديد في واويزغت قرر فيه آيت عطا نومالو المشاركة في انتخاب الشيخ الفوقاني يوم الأحد الموالي عند آيت إصحا. و خلال هذا الشهر تولى سيدي الحسين أوتامكة نسر مضمون الرسائل التي توصل بها من أحمد الهيبة ومن شريف تافيلالت و التي تدعو إلى المشاركة في العمليات المبرمجة في تدغة. و على إثر انتخاب باحسين أوعيسى يوم 17 فبراير 1919 شيخا أعلى على قبائل المنطقة لم يعترف بسلطته جزء من قبيلة آيت عطا.

و بتاريخ 18 مارس 1919 سقط الشيخ يخلف العطاوي في كمين نصبه له آيت ونير و هم فرقة من آيت عطا نومالو، رفقة 3 مساندين من بني ملال.

و في يوم 6 ماي 1919 شارك مجاهدو آيت عطا نومالو في المعركة التي دارت عند آي تعمير ضد قوات بني ملال و ذلك إلى جانب آيت عتاب و آيت بوزيد. وقد خلفوا في هذه المعركة 16 شهيدا.

و خلال شهر غشت 1919 تم الإعلان في أسواق الجمعة بواويزغت عن الاستعداد للحركة لمواجهة قوات الاحتلال، وفي يوم 8 غشت 1919 لوحظ في سوق الجمعة بواويزغت حضور وفد عن جماعة آيتا محمد جاء لطلب مساهمة مجاهدي المنطقة  في الحركة التي ستنظم ضد سلطات الاحتلال في الجنوب. وفي شهر غشت 1919 تم الإعلان في سوق الجمعة بواويزغت تحت إشراف سيدي الحسين أوتامكة عن تكوين حركة للهجوم إلى قوات الاحتلال. وفي  يوم 14 شتنبر1919 بدأت الفرق تصل، وقام الشيخ الفوقاني بلحسين أوعيسى الإصحاوي بمرافقة العديد كم آيت إصحا معه، و تجددت الإعلانات أيام 14-15-16 شتنبر1919 وتم إحداث سوق الخميس في فم تاغية شيكر من أجل تموين الحركة، و بدأت فرق المجاهدين تصل إلى واويزغت و بين الويدان. وقد طلب آيت امحمد من رؤساء الحركة بالحاج بأن يغيروا هدفها ويتوجهوا صوب جنوب أزيلال لتنفيذ عملياتهم.

و قد أثارت التقارير الفرنسية الانتباه خلال هذا الشهر إلى ثلاثة أحداث مهمة في المنطقة هي إحداث مكتب تيزكي في بني عياط و قرار إحداث مكتب آيت عتاب من أجل الربط بين دائرة بني ملال و دائرة أزيلال و بالتالي بين مراكش و ناحية تادلة.
و خلال شهر أكتوبر1919 انصرف اهتمام آيت عطا نومالو إلى انتخاب السيخ الأعلى لقبائل آيت عطا نومالو و آيت إصحا و آيت سخمان بعد أن انتهت فترة ولاية الشيخ بلحسين وعيسى الإصحاوي. و جاء دور تولي هذه الرئاسة لآيت سخمان. و قد مرت كل هذه العمليات تحت إشراف سيدي الحسين أوتامكة دون التوصل إلى انتخاب شيخ أعلى جديد خلال الشهور الست الموالية لتاريخ انتهاء ولايته والتي ظل خلالها بلحسين أوعيسى الإصحاوي يمارس مهامه.

و في شهر يناير 1920 قامت قبائل آيت عطا نومالو و آيت سخمان و آيت إصحا و آيت عبدي و آيت يسري بتكوين حركة موجهة ضد كطاية تادلة. و قد اجتمعت هذه الحركة باقتراح من آيت سعيد غير الخاضعين و المجاورين لكطاية و تفرقت في نهاية الشهر.

و عرفت واويزغت خلال شهر فبراير1920 عدة اجتماعات لرؤساء قبائل آيت عطا نومالو و آيت سخمان و آيت إصحا و آيت عبدي و آيت ويسري من أجل تكوين حركة دون أن يتم اتخاد أي قرار. و قد تم الإعلان عن عقد اجتماع لنفس الغرض يوم 24 فبراير 1920.

 و من بين الحوادث التي عرفتها المنطقة خلال شهر يناير و فبراير 1920:

·      مقاطعة سوق واويزغت يوم 20 فبراير1920 على إثر المنافشات التي تمت بين السكان؛
·      نشوء خلاف بين الشيخ الفوقاني بلحسين الإصحاوي و جماعة آيت عطا نومالو بسبب تنفيذ الاتفاقات التي وافقت عليها الأطراف المعنية؛
·      إلغاء سوق اثنين آيت إصحا ليوم 9 فبراير 1920 على إثر سرقة بلغة من السوق.

      وبتاريخ 24 مارس 1920 انعقد في واويزغت اجتماع هام بحضور مندوبين عن كل القبائل غير الخاضعة بحوض وادي العبيد و ذلك بحضور سيدي با ابن أمهاوش و سيدي الحسين أوتامكة و موحي وسعيد الويراري أو ابنه للتباحث حول تكوين حركة لمواجهة قوات الاحتلال.


خلال شهر يوليوز 1920 قررت قبائل آيت عطا نومالو و آيت سخمان و آيت يسري، و هم من أنصار سيدي الحسين أوتامكة، مواجهة الثائر باعلي. فقد منح آيت عطا نومالو اللجوء إلى هاربين اثنين من الجيش كانا في خدمة باعلي، ولكنهما غادراه ومعهما بندقيتان من نوع 86 و رشاش. وقد أرسل باعلي وسيدي مولاي بعثة إلى واويزغت دون جدوى، إذ أن زعماء آيت عطا نومالو رفضوا تسليم السلاح و الهاربين.

وفي يوم 18 شتنبر 1920 وقعت مواجهات عنيفة بين مشيخات آيت عطا نومالو قتل خلالها 3 أشخاص و جرح 7. وقد تدخل آيت بوزيد و آيت إصحا لإعادة الهدوء بين الطرفين .

وخلال شهر أكتوبر 1920 لوحظ هروب عدد من الاوروبيين يقال أنهم ألمان، في صفوف قوات الاحتلال بتادلة ووصلوا يوم 12 أكتوبر 1920 إلى آيت عطا نومالو وقد خصص لهم استقبال حسن، فنزل 5 منهم في تيسليت و 4 في آيت بوجو، وقد أثار لجوء هؤلاء الجنود من اللفيف الأجنبي من تادلة ضجة لدى وصولهم إلى واويزغت، و كان سكان آيت عطا نومالو يريدون قتلهم لإنهم يظنون بأنهم لم يكونوا سوى جواسيس. و بتدخل من سيدي محا الحنصالي تم تخصيص استقبال حسن لهم و توزيعهم بين بعض فرق هذه المنطقة.

و خلال ماي 1921، و بعد فشل المفاوضات التي تمت لحل النزاع بين آيت سخمان و آيت عطا نومالو تحت إشراف سيدي الحسين أوتامكة و موحى وسعيد الويراري و خاشون المازيغي، تمكن سيدي الحسين أوتاكمة   من أن يدفع بالقبيلتين إلى عقد هدنة بينهما لمدة شهر واحد. و قد احترم آيت بوجكجو من آيت عطا نومالو فترة الهدنة المبرمة. غير أن آيت بوزيد استولوا يوم 27 ماي 1921 على قطيع من الماشية لآيت بوجكجو الذين توسطوا من أجل استرجاعها. و جاء في التقرير الشهري الشمولي لشهر غشت 1921 أن آيت عطا نومالو حاولوا مرتين منذ شهرين أن يدفعوا آيت بوجكجو إلى قطع فترة الهدنة التي أبرموها مع سلطات الاحتلال.

و لم تكن تلك الهدنة المبرمة مع آيت عطا نومالو تقتصر على آيت بوجكجو، بل كانت تشمل أيضا فرقة آيت ونير التي تم تمديد فترة الهدنة التي تهمها  في شهر نونبر 1921 إلى آي تعمير بضمانة آيت بوجكجو.
و بارغم من  الرسالة القاسية التي وجهها سيدي عبد المالك في شهر دجنبر 1921 إلى آيت بوجكجو و التي أبلغوها إلى سلطات الاحتلال، فإن آيت بوجكجو قد ظلوا محترمين لفترة الهدنة المبرمة معهم منذ 4 سنوات.
وخلال نفس الشهر أي دجنبر 1921 تمت المصالحة بين آيت عطا نومالو و آيت بوزيد في سوق واويزغت. كما أبرمت فرقة آي تعمير من آيت عطا نومالو فترة هدنة يوم 30 يونبر1921 مع بني ملال. و في شهر أبريل 1922 ظهرت النزاعات الداخلية بين مشيخات آيت عطا نومالو و خاصة بين آيت شيكر الذين طلبوا دعم آيت بوزيد، و بين إيحتاسن الذين طلبوا دعم آيت إصحا و آيت سخمان.

 





المصدر: كتاب مقاومة سكان إقليم أزيلال للاحتلال الفرنسي في مرحلة غزو المغرب ما بين سنوات 1012م - 1933م --  الجزء الثاني لمؤلفه المرحوم الأستاذ عيسى العربي.





يتبع
 

Share this:

إرسال تعليق

 
Copyright © واويزغتــي | فين ما مشيت . Designed by OddThemes | Distributed By Gooyaabi Templates