بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
،إخواني و أخواتي
إن
إيماني بضرورة المشاركة في خلق و ترويج
الفكر الثقافي و المساهمة في الحركة الفكرية من جهة، وكدى
رغبتي في تبادل الآراء و النقاش حول مواضيع
شتى تهم بالخصوص الشباب و تشمل القضايا
المعاصرة و القضايا المتقادمة، هي الدوافع الكبرى
التي جعلتني أشارك في هذه المدونة لتكون
مساحة تعبير لي و لكم، نتقاسم من خلالها
أفكارنا و نصحح في ظلها مواقفنا و وجهات
نظرنا و نغني كذلك في باحتها الحوار البناء
الراشد لكي لا نكون سيئي التموقع، ضعافي التواجد في
عالم عولمي شرس، أضحى
لا يعترف بمن لا يملك مواقف محددة تجاه
كل موضوع صغير كان أو كبير
و إن لمن المحزن أن
تكون اهتمامات الشباب اليوم منحصرة في
الدراسة من جهة، و الترفيه من جهة أخرى، متناسين
بذلك دورهم
الإنتاجي، زد
على ذلك
عدم استغلالهم
لأدواة
التكنولوجيا
المتوفرة
حاليا، إلا
من رحم
ربك، فأصبحنا
نقضي الساعات وراء شاشة
الحاسوب
نصول و
نجول في
مواقع
التواصل
الإجتماعي
التي سيطرت
و
طغت على
حياة
العديدين,
رغم
أنني ما
زلت أستغرب
من هذه
التسمية
الملفقة
"التواصل
الإجتماعي"
التي
لا تعبر
عن الدور
المنوط بهذه
الشبكات، و
التي تعزل
الشباب
اليوم عن
التواصل
الإجتماعي
الحقيقي
الذي لا
يتم إلا
عبر التفاعل
الواقعي
المحسوس
من الآثار الوخيمة لهذه المواقع، نجد أن البعض أصبحوا عاجزين عن التواصل اللفظي بشكل رهيب، انزواءهم و هروبهم إلى العالم الإفتراضي قلل من قدراتهم و إمكاناتهم التواصلية، زيادة على كون هذه الشبكات تساهم في محو اللغات الرسمية من ألسنة الشعوب، و أخص بالذكر هنا اللغة العربية، و التي عوضت باللهجات العامية في المحادثات بين الشباب العربي، و إن لم يكن هذا من ذنب هذه المواقع، و إنما هو يعود بشكل أساسي للكيفية التي نتعاطى بها معها. أغلب الإحصائيات تقر بأن مواقع التسلية و المحادثة هي الأكثر نشاطا على الشبكة العنكبوتية، و هذا ما يؤكد بالفعل العقلية الاستهلاكية لأغلب مستعملي النت، التي تكرس مبدأ الخمول على حساب التعلم و التطور
المطلوب هو الاستفادة من هذه الأدوات التكنولوجية و توجيهها لتكون أداة إبداع، الموازنة بين الاستهلاك و الإنتاج في هذا المجال أمر كذلك ضروري، فلولا ذلك لما أضحت الشبكة العنكبوتية اليوم تحمل هذا الكم من المعلومات, و التي جاءت أغلبها بإسهامات فردية، و هذا من خلال التحلي بروح المبادرة و إطلاق مشاريع شخصية تغني المشهد الثقافي العنكبوتي. و من الأمثلة على ذلك: إطلاق قنوات خاصة على اليوتوب، إمتلاك صفحات خاصة على الفايسبوك ، إنشاء مدونات و مواقع نت، ... و غيرها من المبادرات التي تجعل الفرد ينمي إمكانياته و يفجر طاقاته، خصوصا و أن الأمر لا يتطلب إلا امتلاك الفكرة و العمل على تنفيذها
و إن ما يحز في النفس كذلك، هو غياب أصحاب الإختصاص في العالم الإسلامي عن الساحة الإبداعية، و عدم مواكبتهم للتطور المعلوماتي على وجه الخصوص، كل هذه السنوات التي شهدنا فيها مراحل نمو و ازدهار الآلات المعلوماتية من حاسوب و محمول و ايباد و غيرها لم تحرك في شبابنا لحد الآن تلك الطاقة لإنشاء أقطاب و شركات تكنولوجية في قطاع المعلوميات تنتج و تخرج للوجود علامات تجارية مستقلة يحق لنا أن نفخر بها، في قطاع لا يتطلب سوى بعض الطاقات الشابة المبدعة، و التي لا تخلو أوطاننا منها بالطبع، و بعض البنيات المعلوماتية التي لن تحتاج إمكانيات مادية كبيرة، فنطمع بذلك لننافس في هذا المجال الدول الكبرى، فالعيب كل العيب أن لا نتوفر في هذا العصر على لغة برمجة عربية محترفة، و إن كانت هنالك بعض المبادرات الفردية المحتشمة للخروج بهذا العمل إلى أرض الواقع و لكنها و للأسف لم تفلح، و غيرها الكثير من الأمثلة التي تنم عن هروبنا، شعوبا و حكومات، من الاهتمام بالبحث العلمي و رعاية العقل الإبداعي الواعد
و هذه دعوة لكل غيور على هذه الأمة لكي يشمر على ساعديه و يعمل على خدمتها، فما أحوجنا لشباب مبدع يهتم ببلاده و يرعى مصلحتها و لو كان ذلك على حساب مصلحته الخاصة
إرسال تعليق