لوحتي الخشبية تذكرتك فاشتقت إليك ؛فكم عانقتك كم وضعتك في حضني ألوكك بكراك ولاتتألمين سوى أنك تنتظرين أن أحفظ ما كتب عليك من حروف أبجدية من ألف وباء وتاء وتاعجمين هذا ماكنا ننطق به حرف الثاء ...
كنت بين مجموعة من أقراني أنتظر دوري والفقيه بعصا من الزيتون تحت فخذه يلوح ويهش بها علينا كلما بدا علينا التعب في ترديد ما كتب ...كان كل واحد منا يلغي بلغاه ...أتذكر أن كل من تقدم أمام الفقيه ليستظهر يجلس مؤدبا حانيا رأسه كأنه سيجتاز الصراط المستقيم فلا يتنفس أحد منا الصعداء إلا عندما يقول له اذهب وامح لوحتك خارج المسجد بالماء والصلصال كم كنت أفرح أنا ورفاقي حينما نخرج من أمام الفقيه الشيخ الهرم ذا العمامة البيضاء ونجلب الماء ونمحو ألواحنا بالماء ثم نقوم بتمرير الصلصال عليها وننتظر حتى تجف ونمررعليها قطعة صوف لتصبح صالحة للكتابة فنجلس أمام الفقيه من جديد وهو يخط لنا ما سنحفظه بالقلم والصمغ ...تلك أيام خلت ولكنها راسخة في الذاكرة ..لم نكن نعلم شيئا في هذه الدنيا سوى شيئا واحدا البيت والمسجد القابع بجانب مقبرة وبئر نغرف منه ماء عذبا زلالا يتدفق من بين شقوق صلصال أزرق يزيده رونقا لقد تذكرت تلك الأيام وأنا في هذه السن فاشتقت الى لوحتي الخشبية التي تعلمت فيها الكثير ....فتحيتي اليك ووقفة إجلال لفقيهي الذي علمني أولى الحروف الأبجدية حتى ولو بطريقة تقليدية.... بوجبيري ملود
(ميلود18)
بني ملال يوم22/11/2010 |
لوحتي الخشبية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
إرسال تعليق