أخبار

ثقافة و علوم

أخبار محلية

Latest Updates

نتائج البكالوريا 2022 بالمغرب

6:31 م

 

نتائج البكالوريا 2022 بالمغرب موجودة هنا الدورة العادية

نتائج البكالوريا 2022 بالمغرب موجودة هنا الدورة العادية لجميع التلاميذ الطريقة الجديدة متوفرة حصريا وقفط على موقع taalim.ma وموقع bac.men.gov.ma اصدرته وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي.
اذ سيعلن عن نتائج امتحانات البكالوريا 2022 بالمغرب دورة يونيو ابتداءا من يوم الجمعة 1 يوليوز 2022, ونتائج الدورة الاستدراكية من ذات الامتحان يوم الجمعة 22 يوليوز 2022.

نتائج البكالوريا 2022 المغرب

ستكون نتائج البكالوريا 2022 جاهزة بتاريخ يوم الجمعة 1 يوليوز، ليتم إعلانها على مختلف المنصات المعتمدة وكذلك بالمؤسسات التعليمية.

نتائج البكالوريا 2022 عبر bac.men.gov.ma

ملاحظة : الموقع يقدم المعدل المحصل عليه والميزة والنتيجة ناجح او راسب, قد تجد مشاكل في فتح الموقع لكن انتظر قليلا وقم بتحديث الصفحة نظرا للضغط الحاصل على الموقع.
قم بالدخول الى موقع bac.men.gov.ma او www.men.gov.ma واستعمل رقم مسار الخاص بك في الاطار المخصص
 

 

عاجل : يحدث الآن بآيت سحاق بخنيفرة .. قوات خاصة و آليات ثقيلة ومروحيات بحثًا عن إرهابيين مسلحين فارين

11:36 م
في هذه اللحظات تجري فصول مطاردة في بر وسماء آيت اسحاق بخنيفرة، تقودها عناصر من المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بحثا عن إرهابيين فاريين، لهم صلة بالخلية التي تم تفكيكها اليوم، موالية لتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية.
المطاردة التي يقودها برا، عناصر من نخبة الـ “بيسج”، تستعمل فيها لأول مرة آليات ثقيلة، مدعومة بتمشيط جوي لمروحيات تابعة للدرك الملكي، تجوب سماء آيت إسحاق، تحسبا لمواجهة إرهابيين مسلحين، لاسيما أن الخلية الموقوفة  حجزت لدى عناصرها بالقنيطرة أسلحة وذخيرة حية.
وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتاريخ 11/12/2015، قد تمكن من تفكيك خلية إرهابية خطيرة موالية لما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية”، تتكون من تسعة عناصر ينشطون بالقنيطرة وسلا وقصبة تادلة ودوار “غرم لعلام” (جماعة دير لقصيبة، إقليم بني ملال) و”أيت إسحاق” (إقليم خنيفرة)، حيث تم تسخير وسائل ومعدات متطورة أثناء عمليات مداهمة وإيقاف المشتبه فيهم، قبل نقلهم إلى مقرات إقامتهم من أجل استكمال إجراءات التفتيش والحجز.
وأظهرت التحريات أن المشتبه فيهم الذين كانوا يعتزمون الالتحاق بصفوف ما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية” بالساحة السورية-العراقية أو فرعه بليبيا، تلقوا تعليمات من هذا التنظيم الإرهابي للقيام برصد منشآت ومواقع حيوية ببعض مدن المملكة من أجل استهدافها باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات، وذلك وفق المخططات التوسعية ل”داعش” خارج مناطق نفوذه.
كما أفاد البحث أن أفراد هذه الخلية كانوا على صلة وثيقة بمقاتلين مغاربة بصفوف “داعش” بكل من سوريا وليبيا للحصول على الدعم اللوجستيكي اللازم لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية.
كما تم العثور بحوزة عناصر هذه الخلية على أسلحة نارية وذخيرة حية، وأسحلة بيضاء وسواطير بالإضافة إلى منشورات تدعو “للجهاد” و”التكفير” ومخطوطات تشيد بما يسمى ب”الدولة الإسلامية” وكذا رسومات تجسد لراية هذا التنظيم الإرهابي.

رابط مصدر الخبر 



وجوه الحرية : مع المقاوم الواويزغتي سعيد بن الصغير

4:49 م






SAID_BENSGHIR


الرسول الكريم أم حرية التعبير...أيهما أحق بالتقديس؟



تصاعد الجدل مؤخرا حول أحداث "شارلي إيبدو"، و توالت ردود الأفعال من مختلف المنظمات و الجمعيات الحقوقية في العالم الإسلامي و الغير الإسلامي لتصف هذا الحادث بالمشين و الغير المقبول كيفما كانت الأسباب و المبررات، و خرج الكثيرون من صفوف الفرقة المتهَمة لتبيح و تشرعن نقد الرسول الكريم و تستنكر التنكيل بشخصه و برسالته، بينما وجدتها الفرقة الثانية فرصة سانحة للانقضاض و 
تكثيف الهجوم واصفة المسلمين بالمتعصبين الذين لا يقبلون النقد و لا يحترمون حرية التعبير.

هي في الحقيقة جدلية كبيرة، تكررت و لعلها ستتكرر لمرات عدة، و الباعث لذلك هو كون المسلمين لا يقبلون بأي شكل من الأشكال ممارسة الدعاية الإعلامية و التجارية بمقدساتهم بل و إنهم يرفضون المس بشخصه باسم حرية التعبير، هذا في الوقت الذي يرفع فيه الطرف الثاني الشعار الخالد: "الحرية قائمة ما دامت لم تمس بحرية الآخر" في إشارة لحرية التعبير باعتبارها اللبنة الزاوية في المشروع الحداثي و المكون الأساسي في العملية الديمقراطية الذي يكفل للمجتمع المدني و للسلطة الرابعة، على الخصوص، حق ممارسة الدور المنوط بها في هذه المنظومة.    

لكن، أليست الديمقراطية من ينص على احترام و حماية حقوق الأقليات و عدم الاستهزاء بها ؟ وما بالك بمقدسات الأغلبية المسلمة بالتأكيد و التي تبلغ المليار و نصف المليار مسلم حول العالم؟ أم أن القداسة تنتفي عن كل شخص و عن كل فكرة و رأي إلا عن حرية التعبير و الديمقراطية؟  فلا مقدَّس اكثر منهما، و حرية التعبير تعلو و لا يعلا عليها. ألا يحق لنا أن نشك في هذه المسلمة نفسها؟ ألا 
يحق لنا إعادة تركيب هذا الناموس الكوني أو على الأقل مناقشته و نقده باسم حرية التعبير؟

  نحن لا نبرر عمليات القتل التي وقعت  باسم الدفاع عن مقدساتنا عبر التاريخ، هذا إن سلَّمنا بوقوف مسلمين حقا وراءها، و لكننا ندعو لإعادة فتح النقاش حول الطابع الكوني لحرية التعبير، و محاولة التمييز بين ما يدخل في إطار ما تكفله هذه الحرية، و بين ما يصنف ضمن خانة السب و الشتم و التنكيل، فاستغلال هذه الفجوة لمهاجمة الإسلام و المسلمين خطأ شنيع كما هو كذلك محاولة تبرير الفعل الإرهابي بكونه رد فعل ليس إلا.  


فيروز - فيروزيات الصباح - اروع اغاني ارزة لبنان The Best of Fairuz

5:37 م

رواية "لو كان الفقر رجلا لقتلته"_ النهاية

10:31 ص
   
law-kana-lfaqro-rajolan-laqataltoh-annihaya
... يوم آخر يمضي، و ما زال خالد على حالته، يرقد في فراشه، شبه ميت، يفتح فمه و عينيه طوال الوقت، دون حراك، و بجانبه والدته التي لم تذق طعم النوم منذ أن توفي حسن، منذ أسبوع، أسبوع ظلت خلاله الأسرة تتألم و تتأسف لرحيل فرع من فروعها، و ما زاد من حدة تألمها هو الحال المزرية التي أصبح عليها خالد، و الذي تعرض و على ما يبدو لشلل دماغي، فأصبح لا يتحرك ، لا يتكلم و لا يأكل، لقد كانت صدمة قوية، لم يقوى هذا الطفل على تحملها.تجلس السيدة خديجة بجانبه لا تفارقه كما لا تفارق الدموع عينيها، و الجد بدوره لا يتزحزح من مكانه، كان على مقربة من ابنته، يحاول تهدئتها كلما اقتضى الأمر ذلك، و غير بعيد منه ألفت فاطمة زاوية من زوايا الغرفة، تجلس و تتأمل شقيقها خالد بأسى و حزن عظيمين، لا تتوقف أبدا عن لوم نفسها و تحميلها مسؤولية ما وقع، لو لم تحكي لحسن قصتها البغيضة لما حصل كل هذا، لما قتل حسن مصطفى و انتحر، و لما كان خالد مستلقيا هنا من دون حراك، جسدا خائرا هربت الحياة منه و تركته يقاسي و يعاني، و تركت أسرته تعاني هي الأخرى، فكادت عيني فاطمة تنضبان، فمصيبتها هذه و العذاب الذي تعيشه الآن هو أهول من العذاب الذي لفها قبل أن تحكي لحسن ما حدث لها مع مصطفى، ولكن في ماذا سوف ينفع الندم؟.
    كانت السيدة خديجة لا تفارق خالدا، تتأمل وجهه فلا يبادلها النظرات، تكلمه فلا يبادلها الكلام، تهمس في أذنه فلا يرد، يرفض أن يبلع طعامه، و تسكب له الماء في فمه فيمر بعضه و البعض الآخر يعود ليرسم مساره على جانبي ثغره و عنقه، و كانت الأم كلما مسحت بمنديلها قطرة عرق تخرج من مسام جبينه، تمسح دمعة أو دمعتين تتدفقان من عينيها اللتين تخفيان كلاما ربما لو نطقت به لنظمت شعرا تغلب عليه لغة الحزن، تنتهي أبياته بقوافي تعزف لحن الحسرة و الألم.
بدت فاطمة متوترة و هي تعد طعام الغداء، لم تعد تقوى على الوقوف، ولم تعد تملك الصبر الكافي لتحمل أيام حياتها التي يبدو أنها تقسو في وجهها، تحس باختناق شديد، كانت مثل الشجرة التي تفقد كل يوم غصنا من أغصانها إلى أن تجتث تماما، فقدت والدها في ظروف مفاجئة، و ها هي تفقد شقيقها و تتسبب للآخر في وعكة صحية، إنها تحمل نفسها مسؤولية ما حصل. كيف سمحت لأخيها بأن يقتل، بل كيف سمحت لنفسها بأن تروي ما جرى لحسن، ذلك اليوم المشئوم، ليتها لزمت الصمت و تحملت عذابها ذلك، فذلك أهون من ما تحس به الآن.أرادت أن تسترجع بعض الذكريات التي قضتها مع حسن، و ذهبت لتتفحص أغراضه الخاصة من كتب و ملابس و دفاتر.كان شهما ودودا، بدأت تستنشق رائحة ملابسه و تضمها إلى صدرها، فهذا جلبابه الصوفي الجميل، و هذا سرواله الأسود المحبب، و ذلك هو القميص الذي اشتراه له والده عندما نال شهادة التعليم الابتدائي، ما زال نظيفا و صالحا، رغم كل السنوات التي مضت، و ها هي كراسته و أدواته التي يداعبها و يجد فرحته و هو يلامسها، اجتهاده و تفوقه ذهبا أدراج الرياح، كان أحد آمال هذه الأسرة ليصلح أحوالها، لكن، تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن.و بينما هي كذلك، تبحث بين أغراضه، وجدت ورقة وسط أحد الكتب، بدا لها أنها  تحوي قصيدة، و مما لا شك فيه أن حسن هو الذي كتبها، إنه خطه بالتأكيد، لكنه لم يخبرها يوما بأنه يحب نظم الشعر،فتأملتها و أخذت تقرأها:
                                حياتي..حياتي بحر********أمواجه دائمة الهيجان
                                سفينتك لن تبحر فيه*******  و لن تبحر فيه سفينة القبطان
                                حياتي كلها فقر و ألم******* جعلتني أعاني و هي تتوعدني بالعذاب
                   حوصرت كل المنافذ و المخارج****** و أغلقت في وجهي كل الأبواب
                      حياتي ليس فيها من يواسيني********  سوى مخيلتي التي تغرقني في الأحلام
                  أحلام شتى تراودني صباح مساء****** و لا تكف عن مداعبتي في منامي
                     حياتي موضوع إنشائي طويل******* كلماته اقتبست من معجم الأحزان
                       كتبه قلم صاحبه عراف  **********يعلم ما في القلب و ما على اللسان
                      يا ربي إنني أدعوك           ********  و أستنجد بك في ليلي و نهاري
                       أن تحقق أمنياتي و رغباتي*********   و تعينني بقدرتك وتطفئ ناري

و ما إن انتهت من تلاوة هذه القصيدة حتى أجهشت بالبكاء، لقد أثرت فيها معاني هذه السطور، و أحست برغبة في الصراخ و المناداة باسم شقيقها المتوفى، إنه بالنسبة إليها الأخ الذي لا مثيل له، كان دائما يقف بجانبها، يواسيها، يحزن لحزنها و يفرح لفرحها، لم تكن بينهما حواجز تعيق التفاهم، أيام جميلة عاشتها معه تحت سقف هذا المنزل رغم قساوة ظروف عيشهم، فقد كان يضفي على البيت جوا حميميا، يصلح بين الوالدين إذا ما اختصما، يحسن معاملة أخيه الصغير و يحترم شقيقته الكبرى، و الأكثر من ذلك، استقامته و حبه لدراسته و لأهل القرية، لن تسامح فاطمة ذلك المذنب الذي نال جزاءه، رغم أنه توفي، إلا أنه حطم حياة هذه الأسرة يوم قرر مهاجمتها و اغتصابها، قضى بذلك على نفسه و على فتى في مقتبل العمر، قتله حسن و قتل نفسه و قتل أحلامه و طموحاته، و دفن معها أحلام عائلة بكاملها. لم تمض إلا أشهر معدودة على وفاة الأب، وهاهو الابن يقرر بنفسه و يختار الموت، و من الضحايا الآخرين، الأخ الأصغر الذي أصيب بمرض شديد ألزمه الفراش، حالته ليست على ما يرام. أحداث رافقت و سترافق وفاة حسن، لن تكون أحداثا سارة بالطبع، لكن الأمل في المستقبل يبقى كبيرا. أما السيدة خديجة فقد اكتفت من هول المصائب، و هاهي بجانب ولدها تسرد بدموعها التي لا تتوقف حكاية ألمها و معاناتها.
    كان صدر خالد يعلو و يهبط بسرعة، و نبضات قلبه تتسارع، أحست الأم بخطورة الوضع، و صرخت في وجه فاطمة لتحضر بعض الماء، و بسرعة جلبت فاطمة الماء و أخذت السيدة خديجة تنثر بضع قطرات على وجهه و تجعله يشرب منه، كان يُسمع لتنفسه صوت قوي، و فجأة أخذ يهز جسده و والدته تحاول تهدئته، بينما امتلأت عينا فاطمة بالدموع، و بدا للحظة أنه هدأ، أمسكت السيدة خديجة بيده و هي تترقب و تنظر في عينيه..بدأ يبطئ تنفسه، أغلق عينيه و ضغط بكفه على يد والدته..،ثم..توقف قلبه عن النبض، و أطلقت السيدة خديجة صرخة مدوية هزت أركان منزل أسرة الحمداني، لقد توفي خالد بدوره، و لحق بشقيقه و والده، إنها مأساة حقيقية.(النهاية)


                                                   

رواية "لو كان الفقر رجلا لقتلته"_ الانتقام ( الجزء ما قبل الأخير )


لو-كان-الفقر-رجلا-لقتلته-21
...وقع الاسم كقطعة ثلج على مسامع حسن و قال و الترقب باد على محياه:
_"و ماذا فعل؟"
تريثت فاطمة للحظة محاولة السيطرة على دموعها، ثم أردفت:
-"لقد قام بالاعتداء علي بوحشية..توسلت إليه أن يتركني و شأني لكن عبتا كنت أحاول..، صرخت بكل قوتي و لم ينجدني أحد..فاستسلمت لهجومه الوحشي..لن أسامحه على ما فعل..لن أسامحه أبدا"
انشغلت بعد ذلك فاطمة بتجفيف دموعها، بينما كان حسن قد بلغ أوج غضبه، وقف و تسمر في مكانه لسماعه مثل هذا النبإ الصادم، ومن الفاعل؟ الشخص الأكثر كرها على قلبه، فحفرت الكراهية عميقا في جوفه، و ازدادت البغضاء و الحقد اتجاه الفاعل، و تأججت نار الانتقام في صدره، و ختم الشر على بصره، فخرج من الغرفة مسرعا أمام أنظار أخته الباكية التي وجهت الخطاب له  برعب:
_"إلى أين أنت ذاهب؟"
ظل حسن صامتا و لم يجب، دخل إلى المطبخ ثم خرج و مضى في طريقه مسرعا، بينما نهضت فاطمة و لبست نعلها ثم خرجت وراءه مسرعة بدورها و البكاء يلازمها.بدا لها أنه يتجه إلى الينبوع، حاولت اللحاق به، لكنه كان بعيدا لا يصغي لنداءاتها المتكررة، تزداد سرعته خطوة بعد أخرى.كان حسن يتمنى أن يجد مصطفى في المكان الذي رآه فيه بعد عودته من المنبع، كان يقول في نفسه:"لقد تجاوز هذا الحقير حدوده، و هو يحتاج إلى من يعيد رسمها له مجددا"
    لمح حسن ضالته بين أولئك الفتيان الذين لم يبارحوا مكانهم، ما زالوا جالسين يمرحون و يتسلون، و من يدري ، ربما كانوا يخططون لهتكِ عرض فتاة أخرى من فتيات القرية.وقف حسن على مسافة قريبة منهم، و نادى على مصطفى قائلا:
_"مصطفى، تعال إلى هنا أحتاج إلى أن أكلمك على انفراد"
استدار مصطفى ناحيته، و لبى نداءه و علامات الاستفهام تحيط بفكره، هذه أول مرة يطلب فيها حسن من مصطفى أن يكلمه و على انفراد، دنا منه و قال بغلظة:
_"ماذا هناك؟ ماذا تريد؟"
نظر حسن في عيني خصمه البغيض و قال بصوت يلفه الغضب:
_"أنا من يجدر بي أن أسألك مثل هذا السؤال، ماذا تريد منا و من عائلتنا، لقد ارتكبت في حق أختي و في حق شرفنا جريمة لا تغتفر، لست أكثر من مجرم أحمق، صاحب أخلاق متدنية مدمن مخدرات فاشل، دفع بك طيشك لاغتصاب فتاة بريئة، أبله فاسد"
_"و ماذا ستفعل الآن؟ ستخبر والدي بذلك لكي يعاقبني؟"رد مصطفى ساخرا و قهقهته المعتادة تزيده قبحا.
_"ستنال جزاءك أيها المجرم.."
ثم فاجئ حسن عدوه بسكين حادة أخرجها من وراء ظهره..و لم يتردد ولو لوهلة، فغرزها بقوة في بطنه إلى أن تأكد تماما من أنه لن ينجو، و تركه يتمايل متألما قبل أن يسقط أمام أنظار زملاءه من دون حراك، و من بعيد تعالت صرخات فاطمة التي يبدو أنها وصلت متأخرة، اقتربت من شقيقها الذي وقف في مكانه ينظر لما فعلت يداه في ذهول، وتعاقبت على مسامعه أصوات العتاب و اللوم:
_"ماذا فعلتُ؟لا أصدق ذلك، لماذا قتلته؟ لقد غدوتُ مجرما مثله، و لطخت شرفي بدماء الجرم..السجن..العقاب..عائلتي، أحلامي تلاشت، لقد انتهت حياتي، إن بقيت حيا سأجلب العار على أسرتي، أنا مجرم قتلت أحدهم، ربما لو لم أفعل ذلك لكان هنالك حل آخر..،لا،لا..لماذا قتلته؟لماذا؟.."
و انهمرت الدموع من عينيه، تأمل يده الملطخة بالدماء و أخذ يرتعش، نظر ناحية شقيقته التي لم تصدق بدورها ما يجري، و كأنه يودعها، و كأنه يقول لها أنه آسف على كل ما جرى، و بحركة سريعة، أخرج السكين من بطن المقتول و غرزه في بطنه، و ارتمى طريحا على الأرض بجانب ضحيته، بينما دوت صرخة فاطمة، و أعلنت عن فقدان شخص آخر عزيز على قلبها.
و ما هي إلا لحظات حتى كانت ساحة الكارثة غاصة بجموع الناس، و أصوات النحيب و البكاء تملأ المكان، لم تتوقف السيدة خديجة و لا السيدة حليمة عن الصراخ و العويل وسط محاولة من بعض سكان القرية لتهدئتهما، تجثيان لكي تلمسا الضحيتين قبل أن يتم نقلهما إلى مكان آخر، كان مشهدا مرعبا، فتيان راحا ضحيتين لنزوات الشيطان، الأول لم يتمالك جماح غريزته الجنسية، و الثاني قتله دفاعا عن شرف أسرته و انتقاما لما صدر منه من أفعال ظالمة.لقد أثر هذا المشهد في الذين ناداهم الفضول لرؤيته، و لكن من تأثر له بشدة هم إخوة مصطفى الصغار، و خالد الذي وقف في مكانه لا يتحرك، و الدموع تنساب على خديه دون أن يصدر أي صوت، ذكريات كثيرة تلك التي عاشها مع شقيقه حسن، لحظات لن تنسى، لكنها لن تعود لتتكرر من جديد، بدا الذهول مسيطرا عليه، و أحس بأنه غير قادر على الحركة، بينما كانت أخته فاطمة قد جلست متكئة على جذع شجرة قريبة من مكان الحادث، تبكي و تحمل نفسها اللوم لأنها تظن أنها السبب في ما حدث، لكن السبب الحقيقي وراء وقوع ما وقع، هو قضاء الله و قدره.رفعت رأسها و نظرت من حولها، لتلمح والدتها التي تنهش الأرض، تولول، تقف ثم تسقط، وسط استياء عم كل الحاضرين هناك، و على مقربة منها، كان خالد لا يزال منتصبا لا يتحرك و لا يتململ، تمثال خال من كل المشاعر إلا من شعور واحد، الحزن، الحزن لفراق شقيقه الوحيد، و الحزن لأن شقيقه هو من اختار لنفسه الموت بهذه الطريقة.لم يتحمل خالد حجم الكارثة و لا حجم الصدمة، فانهارت قواه، و صعب عليه البقاء طويلا على هذه الحال واقفا في مكانه يصارع عقله الذي لا يريد تصديق ما حدث، فترك جسده يهوي نحو الأرض أمام أنظار شقيقته، و سقط مغشيا عليه، فازدادت حدة العويل و الصراخ...(يتبع)
 
Copyright © واويزغتــي | فين ما مشيت . Designed by OddThemes | Distributed By Gooyaabi Templates