تصاعد الجدل مؤخرا حول أحداث "شارلي
إيبدو"، و توالت ردود الأفعال من مختلف المنظمات و الجمعيات الحقوقية في
العالم الإسلامي و الغير الإسلامي لتصف هذا الحادث بالمشين و الغير المقبول كيفما
كانت الأسباب و المبررات، و خرج الكثيرون من صفوف الفرقة المتهَمة لتبيح و تشرعن
نقد الرسول الكريم و تستنكر التنكيل بشخصه و برسالته، بينما وجدتها الفرقة الثانية
فرصة سانحة للانقضاض و
تكثيف الهجوم واصفة المسلمين بالمتعصبين الذين لا يقبلون النقد
و لا يحترمون حرية التعبير.
هي في الحقيقة جدلية كبيرة،
تكررت و لعلها ستتكرر لمرات عدة، و الباعث لذلك هو كون المسلمين لا يقبلون بأي شكل
من الأشكال ممارسة الدعاية الإعلامية و التجارية بمقدساتهم بل و إنهم يرفضون المس
بشخصه باسم حرية التعبير، هذا في الوقت الذي يرفع فيه الطرف الثاني الشعار الخالد:
"الحرية قائمة ما دامت لم تمس بحرية الآخر" في إشارة لحرية التعبير
باعتبارها اللبنة الزاوية في المشروع الحداثي و المكون الأساسي في العملية
الديمقراطية الذي يكفل للمجتمع المدني و للسلطة الرابعة، على الخصوص، حق ممارسة
الدور المنوط بها في هذه المنظومة.
لكن، أليست الديمقراطية من ينص
على احترام و حماية حقوق الأقليات و عدم الاستهزاء بها ؟ وما بالك بمقدسات الأغلبية
المسلمة بالتأكيد و التي تبلغ المليار و نصف المليار مسلم حول العالم؟ أم أن
القداسة تنتفي عن كل شخص و عن كل فكرة و رأي إلا عن حرية التعبير و الديمقراطية؟ فلا مقدَّس اكثر منهما، و حرية التعبير تعلو و
لا يعلا عليها. ألا يحق لنا أن نشك في هذه المسلمة نفسها؟ ألا
يحق لنا إعادة تركيب
هذا الناموس الكوني أو على الأقل مناقشته و نقده باسم حرية التعبير؟
نحن لا
نبرر عمليات القتل التي وقعت باسم الدفاع
عن مقدساتنا عبر التاريخ، هذا إن سلَّمنا بوقوف مسلمين حقا وراءها، و لكننا ندعو
لإعادة فتح النقاش حول الطابع الكوني لحرية التعبير، و محاولة التمييز بين ما يدخل
في إطار ما تكفله هذه الحرية، و بين ما يصنف ضمن خانة السب و الشتم و التنكيل، فاستغلال
هذه الفجوة لمهاجمة الإسلام و المسلمين خطأ شنيع كما هو كذلك محاولة تبرير الفعل
الإرهابي بكونه رد فعل ليس إلا.
ردحذفMy family all the time say that I am wasting my time here at net, however I know I am getting know-how everyday by reading thes fastidious articles or reviews. itunes account login