مغرب ثابت... رغم ان الزمن يمضي

في المغرب فقط.....تدور الحياة في حلقة مفرغة، تتغير السنوات في الأجندات و تبقى ثابتة في واقعنا المعاش، فتجد مغرب الألفية الثالثة لا زال كما كان في الألفية الثانية، نفس السيناريو يتكرر كل سنة، لا نتقدم إلا في أمور حري بنا أن نتراجع فيها، الأمية و الفقر، الفساد الأخلاقي و المادي، وجل صفات التخلف التي تصدمنا التقارير الرسمية بمؤشرات مهولة في شأنها.

ليس غريبا بطبيعة الحال فالكل في المغرب ينتظر دوره يأتي ليلعبه ثم يختفي حتى السنة القادمة كما هو الحال لضيوف الشرف في الأفلام و المسلسلات، نعم، الأمر أشبه بذلك، غير أن الفرق الوحيد هو أن هذه الأفلام لها بداية و نهاية، في حين لا نعرف بدايتنا أصلا ناهيك عن نهايتنا.

تتبع الأحداث خلال العقد الأخير يعطيك فكرة واضحة عما أقول، فيما يخص "الانتخابات" فمنذ أن تعقلت و أنا أرى نفس الوجوه تنتصر في كل استحقاق، و لغبائنا الشديد فنحن من نأبى أن نزيحهم، لأنه في كل مرة له سلطانهم الذي  يوهمون به عقولنا الشبه الميتة، فحفلة شاي كافية ليقنعنا بأكاذيبه، وإذا حصل على مراده و عاد إلى مكانه حيث كان، تركنا حيث كنا، لأن الشوق إلى كرسيه يكاد يفقده صوابه لشدة تعلقه به من جهة، و لما يدره عليه من جهة ثانية.

في المغرب فقط نسمع نفس نشرات الأخبار بعناوينها المملة، حتى أن بعض مذيعي هذه الأخبار لا تظهر عليهم علامات التقدم في السن من شدة ما ألفناهم !! منهم من عرفناه منذ صغرنا و بقي كما هو فيخيل إليك انه تم تحنيطه كما يفعل المصريون القدماء بجثثهم. 

في الشارع المغربي نفس الأحاديث تدور خلال كل عام، الشكوى من البرد القارس شتاءا  و من لهيب الشمس في أشهر الصيف الحارة ومن حساسية الربيع . مع قرب مناسبة دينية كرمضان نسمع عن أسعار المواد الغذائية و حركة "ما صايمينش" و منع صلاة التراويح بمسجد كذا و كذا و الدروس الحسنية...الخ، نسمع كذلك عن قوافل الشواذ و الإجهاض الوافدة على بلدنا الحبيب، نسمع ببلاغ منعها و التي تسيل بدورها الكثير من المداد قبل أن تختفي و كأن شيئا لم يحصل. نشاهد أخبار المعطلين على ( اليوتوب) فينكسر حماسنا و يتلاشى بمجرد مشاهدة فيديو واحد و كأنك تقول لنفسك "هذا مصيري"، نسمع كذلك عن عمليات الانتحار و عملية "مرحبا"، نسمع عن أسبوع الفرس و مهرجان موازين و الاختلاف بين المؤيدين و المعارضين في المغرب فقط يظهر كل شيء كأنه مبرمج !! و يتكرر السيناريو بنفس الشخصيات و بأدوار مختلفة. لكن رغم كل ما ذُكر يبقى المغرب اجمل بلد في العالم. أقول المغرب و ليس المغاربة  !!!


Share this:

إرسال تعليق

 
Copyright © واويزغتــي | فين ما مشيت . Designed by OddThemes | Distributed By Gooyaabi Templates